![]() |
معركة في الغابة: مقاومة شجاعة ضد محاولة الاعتداء
باش نوصل للمدينة القديمة من طريق مختصر على رجلي، لازم نقطع مسافة على هامش حديقة مشهورة في المدينة وهي غابة الشباب.
الغابة معروفة بأشجارها الكثيفة والعالية، وهي من الأماكن التي تجذب الطلبة والرياضيين وكل من أراد التنزه.
ذاك اليوم كان يوم أحد في الصباح، وكان يومًا من أيام رمضان، الجو مغيم والشتاء خفيفة.
أعجبني الجو واستمررت في المشي وأنا أقارن بين طبيعة المكان الآن، وأنا في نزهة، وبين طبيعة المكان نفسه وأنا أحمل في يدي كتابًا في وقت الاستعداد لامتحانات نهاية السنة الجامعية.
لاحظت أن هناك فرقًا كبيرًا، وأخذت وقتي: قلت اليوم أحد والصيام... ها أنا أسير حتى أصل، أقضي غرضي في حي روامزين وأعود. جيد أنني أتحرك في النهار، لأن الليل خاص بالتجمعات الأسرية والتراويح.
خلال تلك الفترة التي كنت أتكلم فيها مع نفسي، فجأة شعرت بخوف غير مبرر.
التفتت للخلف، ورأيت شخصًا بلباس رياضي يركض بخطوات خفيفة. كان نحيف الجسم، طويل القامة، أسمر اللون... دقات قلبي تسارعت وقلت:
"أواه، الناس يقومون بالرياضة قبل الإفطار كي لا يشعروا بالعطش والتعب، وهذا يقوم بالرياضة في الساعة 11 صباحًا؟ ألا ينتظر حتى المغرب؟" وبينما كنت أتساءل، سمعت الشخص الذي وقف بجانبي وقال لي بنبرة عنيفة:
"أعطيني لأشتري السجائر."
رفعت عيني إليه، ورأيت جرحًا واضحًا على خده الأيمن. الرعب اجتاحني لأنني أدركت أنني وقعت في يد شخص بلا رحمة.
قلت له: "السجائر؟ هذا رمضان..."
مد يده إلى عنقي ورفعني بكلتا يديه، وهو يقول: "أنتِ معكِ المال."
دفعته بقوة إلى الأرض حتى أصبح وجهه مقابل وجهي، فقال لي: "ما شأني، لماذا تتدخلين؟ قلت لكِ أعطيني المال... أعطيني المال."
شعرت بالاختناق وبدأت أتشنج، لكنه أطلقني وأصبحت ساقاي تحت رحمته.